النيجر حيث الثروات االمفقودة تحت اقدام شعب حافي القدمين ولا يشعر ما يلامس قدميه من طاقة وجاذبية عالمية ومن كل هذا الخير الذي يتبخر الي مصاصي الدماء كفرنسا التي ترتهن قوتها العالمية ببقاء امبراطورية النيجر الافريقية وتختزل رهانها فوق ارض النيجر التي تستخلص منها ثرواتها في بلد متسع للتناقضات وضاق على أهلهِ واتساع رقعة خلاف شعب متصارع من اجل الهلاك في شقاء الحياة التي تسرق تحت انظارهم في وضح النهار دون ان يعترضهم ظل جدار مع هول مساحة ارضها وكبرها وامتدادها.

ثروات النيجر: غنى الأرض وفقر الإنسان
النيجر – هذه الأرض المحرم عليها ان تكون في الصدارة وتنهب ثرواتها الطبيعية المهولة في جوف النهار وغموس الليل الذي يشبه بؤس وجوه سكان -نيامي ترى- التي تملك فوق ارضها اليورانيوم وفي باطن ارضها الذهب الأسود والاصفر، حقاً انها من المفارقات الموجعة والملفتة للمتأمل، هذا الفقر الذي يمد الثروات الي تمويل الطاقة في دول العالم الأول الذي يختبأ خلف النيجر ليظهر للعالم أن النيجر شعب لا يستحق هذا الثراء، الذين يفضلون العتمة على النور، الذي يضيئ باريس من نيجرهم ومجرتهم عبر فضاء الأرض.
إقرأ أيضا: 55% نسبة الفقر في لبنان ومطالبات بإنشاء صندوق وطني
النيجر تمتلك كل الموارد الغنية التي يمكن لها ان ترفع أقواماً وتخفض اخرين، ويمكن أن يكون حلم أي دولة مادياً واقتصادياً، انها قوة ثقيلة على قلوب واجساد ساكنيها. غير أن الضامن الوحيد ليبقى الاحتلال الخارجي ينهب ثروات النيجر تحت تصرفهم هو استعمار الأرض وثرواتها ومخزونها الاستراتيجي واستعباد أهلها وعمليات الاستحواذ على الأخضر واليابس مهما تغنى هؤلاء بالرحمة بالبشرية التي لا يعرفون عنها شيء.
ثروات مدفونة تحت وطأة الاستغلال
بلد يصدر الطاقة الي غربها وشرقها ويملأ خزانات وقود باريس للطاقة ولا زالت في مظهر الزاهد أو الرجل العجوز الذي يملك المال والفاقد للصحة والشباب، ان دول العالم الأول تستغل هذا الشيء وتتعامل معهم كأدوات ليس بشراً ويفرضون عليهم مخرجات المشاريع طويلة الأمد التي تصب في مصلحتهم بعد اقتطاع نسبة كبيرة من الخامات النفطية لهذه الدول. وتعرقل هذه الدول النيجر في كل وسائل البحث المتقدم والتنقيب عن الذهب من خلال تعجيزهم وحصر طموحهم ومحاصرتهم في غلاء هذه المعدات وتعجيز ترحيلها الي النيجر على الرغم من ان طبيعة سطح أرض النيجر يسمح بسهولة في البحث والاستخراج واستخلاص الذهب.
وبالرغم من أنك قد تجد الذهب مصادفة الا ان الكفة في التصرف ترجع الي تجار النيجر المستعمرين ارضها وسماها، هنا يمكن القول بان النيجر ثروات مفقودة ومهدرة ومضيعة لهذهِ النعمة الإلهية الممنوحة للنيجر، وسيبقى رجالات الفرصة ينتهزون فقر النيجر ويعبوا جيوبهم من نفطهم وذهبهم، لأن الاستغلال ليس له حدود في بلد غني ورجاله فقراء بين شعب غير قادر على استخدام ثروته وبين أولئك التجار الذين ينهبون باسم العمل والاستثمار الا اسم الله.
إمكانيات زراعية في ظل التحديات
هنالك تستلقي على ضهرها الأحجار الكريمة والياقوت والزمرد وارض صدرها رحب واسع للزراعة قد يصدر للعالم أجود المنتوجات الزراعية والثمار الشحيحة في بلدان متقدمة مع ان ارضها قاحلة أكثر من الثلثين الا انها خصبة وناجعة للزراعة دون أدوات وتكاليف لها باهضه، النيجر تحتاج من يقف معها ويساندها لا من ينهب ثرواتها ويسلب شمسها، وما زاد من هذا البلاء الجهل وقلة الوعي الكامل للثروات جغرافياً ومكانياً وزمانياً وغياب الإرادة التي تجعلهم اغنياء، عقول كما ارضهم ويخوضوا صراع الادمغة الذي قد يدمر كل هذا الاستعمار، هذه المفارقة الغريبة والواضحة يجب أن تنتهي قبل فوات الأوان.
ويبدو كما نسمع في وسائل الاعلام أن الحكومة القائمة الحالية قد شمرت عن سواعدها تريد تصنع المستقبل وتكون النيجر واجهة حضارية مستقلة معلنة عن حالة الثبات والاستقرار المنشود الذي يحقق الازدهار لا محاله، اليوم أو بعد غد بعيداً عن الصراعات التي تعيش النيجر في رياحها وتتلقى عواصفها، فهذه أمريكيا تستفرد بالنيجر منذ زمن طال انقطاعه هي والصين برفقتها مع فرنسا.
النيجر: أحلام ضائعة في مواجهة الانقلابات والضغوط الدولية
نعم كانت هناك أحلام تحررية أسسها الرئيس تانجا لكن تدابير المعارضة الذي دفعت الي انقلاب عسكري دمر طموح النيجر وتخريب كل خطوط التفاوض والانفتاح والدبلوماسية الاقتصادية مع غول الإقتصاد الصيني، الذي لا تقبل به الدول المستفيدة كفرنسا التي وضعت خطوط حمراء ومن يتجاوزها سيقع تحت طائلة المحاسبة والسقوط، ولا زالت النيجر العزيز كالدول المحتلة ارضاً وشعباً تتلقى مساعدات من البنوك الدولية والتي تصل قيمتها سنوياً الي ملياري دولار لتبقى النيجر أفقر الدول رغم ضخامة ثروتها المكدسة تحت انظار ومطامع المترصدين بها.
هذه الكنوز محرمة حرمة شرعية على أهلها الذين يرزحون حول الظلام وهم ينيرون مدن العطر والرفاهية، الجديد أن النيجر صارت مصدر قلق مما يحدث في الساحة من تقلبات وتغييرات إقليمية في بوركينا فاسو ومالي وروسيا واكرانيا، وأنه من يوم الانقلاب هناك ردود فعل إقليمية فيما يخص النيجر وبالنظر الي المستقبل والحرب الدائرة بين بلدين مجاورين تزداد أهمية يورانيوم النيجر في ظل الحرب الأوكرانية ورغبة الغرب في تقليص الاعتماد على اليورانيوم القادم من روسيا. وهذا ما سيجعل النيجر ملعونة في كنزها الذي ياسرها بدلاً من ان يحررها او يرفع شانها أو يكون بالحد الأدنى فدية مالية يعيشوا بعدها في بلد مشحون بالطاقة والكنوز.
المزيد من الأخبار العالمية و الإقتصادية من خلال أكاديمية MENA