المناخ والاقتصاد والانسان … المواجهة والتحديات، واحد صفر

آخر تحديث
المناخ والاقتصاد والانسان ...المواجهة والتحديات، واحد صفر

المناخ يهدد وجود الانسان واقتصاده، فمن يفوز أولاً؟ لا يكاد يهدأ الانسان من صدمات الحياة والصدام الا وباغته امرٌ كوني خارج عن ارادته يضع قدميه في مقدمة المعاناة التي سيخوض فيها مرحلة التحدي والمواجهة، بعد أنفاس لم يكَد ليلتقطها او قسطاً من الراحة، ولم يحظى باستراحة ليكتشف التغيير الذي ينمو بشكل يخالف رغبته.

إشترك معنا بتوصيات التداول

ولو نظر بالمنظار العلمي والمجهري عن قرب للتغير المناخي لوجد ان الامر مرعب وليس سهلاً القضاء على هذه الكوارث التي لا تأتي دفعة واحدة، وهي تزيد من قدرة التهامها لجغرافية الأرض، تطال بقوة طبيعتها من رحم الأرض أرضاً وحيزاً ومناخاً، ما يسبب الحرج للبشرية التي تقاتل على كافة الأصعدة لتخدم هذا الكون وما فيه لتسخيره للخلق وكما ان هنالك أناس وعوالم تبني في المقابل هنالك من يهدم الكون لأجل مصلحته وصناعاته التي تضر بطبيعة الغلاف والمناخ وتعمل على زيادة الاحتباس الحراري وهذا يؤدي الي تغيير مناخي عام على المستوى الكلي .

تغيرات المناخ وأثرها على الاقتصاد العالمي

اليوم صارت التغييرات المناخية لا تقل خطورتها عن الحروب والاقتتال بين خصمين، وأضحى الجميع في بوتقة تغلي بالمعاناة التي لا تعرف حدوداً زمنية أو جغرافية او تمنعها الكفاءات السياسية، والبذاءات التطفلية على الطبيعة والمناخ، حتى أصبح المناخ وواقعه الهم الذي يوقظ العقل البشري المهدد بفعل التغيير المناخي المتحول طقساً كل سنة للأسوأ، ان العبث البشري وتدخله المباشر في صنع بيئة أدى الي تدهور بيئي يعود ضرره الي الحياة الاقتصادية التي تهرم وتشيخ من أثر السلبية العبثية الناجمة عن تدخل في المناخ وتدهور النوع البيولوجي والحرائق في المساحات الشاسعة مما يوسع نطاق الجفاف وندرة المياه هذا إضافة الي خطر الفيضانات التي تأكل المحاصيل وتزيد من تعاسة المناخ.

الأنشطة البشرية وتأثيرها على تغير المناخ

السؤال هل الطبيعة وحدها وراء هذا المناخ؟ الي حد ما لها دخل في هذا المناخ ولكن بحسب هيئة المناخ فإن هناك احتمال كبير يزيد بنسبة 95 بالمائة على الأنشطة البشرية على ما مضى من نصف قرن فائت فقد زادت درجة حرارة الكوكب” ما يفيد أن الانسان هو المتهم الأول في هذا الصنيع وهذه الكارثة. انظر الي مصافي النفط واستخراج الغاز وحفريات استخلاص الفحم وعمليات حرق بعض المواد للتخلص منها والانبعاثات الناتجة عن المصانع التي تمثل سحابة تلتف حول الأرض فتختنق أنفاسها بما يسمى الاحتباس الحراري الذي يرفع درجات الحرارة إضافة لتغيرات طقسية في الكون.

يجب تجنب التأثيرات للحفاظ على المناخ والذي يساعدنا على ممارسة اعمالنا الاقتصادية في غمار ثبات مناخي والا سيستمر المناخ في انتاج حراري يصل 4.4درجة مئوية تضاف الي الدرجة المعتادة لكل بلد بحلول نهاية القرن. وتتحمل الصين وامريكيا مسؤولية هذا الدمار الهائل للغلاف الجوي الذي يعطي المناخ زيادة في الحرارة وعليهم أن يتخذوا الإجراءات اللازمة بشأن المناخ.

ولتقرير صورة المناخ فقد جرى الاتي، فانه وبسبب التفاقم الكبير من تأخير نمو البلدان المعوزة والفقيرة، في حين تلفظ أناسها البلدان الفقيرة فان هناك بلدان زادت الرفاهية فيها وهذا يوضح فجوة بينها وبين دول الفقر بنسبة 25 بالمائة عما كانت عليه هذه التبعيات بسبب تصادم حتمي بين الانسان ومصادره الاقتصادية وبين المناخ المتجه الي ارتفاع في درجة الحرارة.

إقرأ أيضا: قصة البترول ونهاية عصره الذهبي وصراعات الدول العظمى

التعاون المشترك كحل لمواجهة التحديات المناخية

الحلول التي قد تتغلب على هذا الاتساع بين اقتصاد الانسان والمناخ، هي القضاء بالتعاون المشترك على انهاء الانبعاثات خلال ربع القرن القادم، ليصبح وضع الانبعاثات واحد صفر وإعادة وجودها بنسبة صفر. لنرى تحسناً اقتصادياً واستبعاد الخطر المحدق بهذا الانسان الذي يشغل العالم المتقدم بالصناعات ولا ننسى ان الدول النامية هي اقل تصادماً مع المناخ لأنها لا تملك صناعات كبرى او الانفاق الأحفوري، الا انها تتأثر بفعل الدول المتقدمة الصناعية زيادة على تغير في الطقس ككل. رجال الاعمال الشباب في تحدي كبير مع المناخ الذي يهدد اقتصادهم وينسف احلامهم لأنهم هم الصف الأول الذي يعاني من المناخ فهو ينال من راحتهم واشغالهم وسفرهم ودراستهم ونمو عملهم وحتى هنالك خوف على عقولهم وحالتهم النفسية التي تزداد سوءً مع ازدياد درجات الحرارة عالمياً.

وفي تصريح ل بانك مون قال: ” الشباب  قادرون على التكيف ويمكنهم تطويع أساليب معيشتهم سريعا وتبني شكل للحياة وخيارات مهنية يقل فيها استعمال الكربون، لذا ينبغي منح الشباب فرصة للمشاركة على نحو فعال في عملية صنع القرار على الصعيد المحلي والوطني والعالمي ويمكنهم أن يكونوا سندا قويا للمبادرات التي من شأنها أن تفضي إلى اعتماد تشريعات بعيدة الأثر.”

تحديات المناخ والسباق نحو الاستدامة

الان نحن امام ركلات نهائية بيننا وبين عالم المناخ، إذا اجتمعنا وأَجمعنا على إعادة النظر في نظام الحياة بالمجمل واسلوبنا في انشاء مشاريعنا المتعلقة بالطاقة والنقل والصناعات الضخمة سيكون هناك فوز بالحد الأدنى واحد صفر على المناخ، والا سيزداد الطين بله، وستتضاءل فرص النجاة، وتنتقص وتقصر مسافة العودة الي الوراء حيث لا نهاية الا الانتهاء.

يقول: الأمين العام Antonio Guterres ” إن حالة الطوارئ المناخية هي سباقٌ نحن نخسره حاليا – ولكنه سباق يمكننا الفوز به“.

كما أن عودة ظاهرة النينيو تشكل ما يقارب من 81% من أسباب جعل 2025 العام الأكثر دفئًا، منذ بدء تسجيلات مقياس الحرارة منتصف القرن الـ 19. وحذرت مجموعة “بيركلي إيرث” من أن ظاهرة النينيو الحالية قد تجعل الأرض أكثر سخونة عام 2025. أوني لأجد التعايش مع هذا التيار الحار الذي يرتفع كلما زدنا رفاهية أو تراجعنا عن الحد من التصرفات البشرية الرامية الي الثراء على حساب البيئة ومن وجهة نظري علينا الاستعداد لاستقبال سنوات من الحر الشديد في الأيام القادمة وسكون المناخ هو الخصم والعدو اللدود للأعمال الاقتصادية.

ووفقاً لشركة التأمين “سويس ري”، تقول إن الكوارث المتعلقة بتغيرات المناخ تكبد العالم خسائر يومية تتجاوز 200 مليون دولار خلال الخمسين عاما الماضية. وسيتكبّد الاقتصاد العالمي ما يصل إلى 178 تريليون دولار حتى عام 2070 وفقا لمؤسسة “ديلويت”. وسيؤثر ذلك على حيوية اقتصاد العالم، إذ يقدر “صندوق النقد الدولي” أن مقابل ارتفاع درجة حرارة الأرض 3 درجات مئوية ينخفض معدل الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنحو 2 بالمئة مما يضعف الإنتاج الاقتصادي ويبطئ سير العملية ناهيك عن الهجرة الي بلدان أكثر استقراراً في المناخ والاقتصاد.

أكاديمية تضع أمامك تعلم الاستثمار والتداول

المزيد من الأخبار العالمية و الإقتصادية من خلال أكاديمية MENA

خبير مالي ومحلل فني يتمتع بأكثر من 20 عامًا من الخبرة، وعضو في هيئة المحللين الفنيين، قدم العديد من الدورات التدريبية في مجالات التحليل الفني والمالي المحلية و العالمية، وأسس اتخاذ القرار، وأسس التداول في أسواق المال، بالإضافة إلى مؤشرات البورصات العالمية.

Facebook
X
WhatsApp
Telegram
LinkedIn
Pinterest
Reddit
البريد الإلكتروني
طباعة

قد يعجبك أيضا

انخفاض الأسهم الأمريكية .. أداء المؤشرات في البورصات الأمريكية

انخفاض الأسهم الأمريكية .. أداء المؤشرات في البورصات الأمريكية

ارتفاع العقود الآجلة للذهب الأربعاء خلال الدورة الآسيوية

ارتفاع العقود الآجلة للذهب الأربعاء خلال الدورة الآسيوية

لليوم 11 على التوالي: صناديق إيثريوم تشهد تدفقات إيجابية

لليوم 11 على التوالي: صناديق إيثريوم تشهد تدفقات إيجابية

ارتفاع العقود الآجلة للذهب خلال الدورة الأوروبية

ارتفاع العقود الآجلة للذهب خلال الدورة الأوروبية

أداء وول ستريت يوم الثلاثاء .. أداء المؤشرات الأمريكية وأسعار بعض السلع والعقود

أداء وول ستريت يوم الثلاثاء .. أداء المؤشرات الأمريكية وأسعار بعض السلع والعقود

انضم لأكاديمية مينا
الأكاديمية
بحث
التوصيات
Scroll to Top