رسوم ترامب الجمركية وتأثيرها على الاقتصاد العالمي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في بداية شهر أبريل 2025 عن فرض حزمة جديدة من الرسوم الجمركية واسعة النطاق على مجموعة من السلع والمنتجات الواردة إلى الولايات المتحدة من معظم دول العالم، ووصف هذه الخطوة بيوم التحرير، وأوضح أن الهدف منها هو تقليل العجز التجاري ودعم الصناعة المحلية، أما الدول الأخرى فقد رأت أن هذه الخطوة تصعيد كبير في الحرب التجارية العالمية. كما أثار هذا القرار ردود فعل غاضبة، وكان له تأثير مباشر على الأسواق المالية ونمو الاقتصاد العالمي.
نعرف على: تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد الأمريكي: خطاب جيروم باول
رسوم ترامب الجمركية وتأثيرها على الاقتصاد العالمي
1. رسوم أساسية بنسبة 100٪ على جميع الواردات باستثناء بعض الدول.
2. رسوم محددة لدول معينة
– رسوم على الصين تصل إلى 34% على المنتجات الصينية، ما يعتبر تصعيدًا للتوترات التجارية بين البلدين.
– رسوم على فيتنام بنسبة 46%، ما كان له تأثير حاد على الصادرات إلى الولايات المتحدة.
– رسوم على الاتحاد الأوروبي بنسبة 20% على المنتجات الأوروبية، مما نتج عنه توترات تجارية بين الطرفين.
– رسوم على اليابان وكوريا الجنوبية تتراوح بين 24% و25% على المنتجات اليابانية والكورية.
– رسوم على دول جنوب شرق آسيا: تصل إلى 49% على دول مثل فيتنام، كمبوديا، وتايلاند، وكان لها تأثير سلبي على الوضع الاقتصادي لتلك الدول.
شاهد: الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يكرر تهديداته القديمة بفرض رسوم جمركية جديدة
الأهداف الأمريكية من فرض الرسوم الجمركية
دعم الصناعة المحلية أوضحت الإدارة الأمريكية أن الهدف من فرض الرسوم الجمركية هو تعزيز وحماية الصناعات الأمريكية من المنافسة الأجنبية وتشجيع الشركات على التصنيع والإنتاج في الولايات المتحدة.
– تقليل العجز التجاري يحاول الرئيس ترامب تقليل العجز التجاري بين الواردات والصادرات عن طريق تقليل المنافسة بين المنتجات الأمريكية والمنتجات الأجنبية.
– زيادة إيرادات الحكومة: قد تساعد هذه الرسوم في توفير المزيد من الإيرادات الحكومية، والتي يمكن للحكومة استغلالها في تمويل مشاريع وطنية أو تخفيضات ضريبية.
– **الحد من الممارسات التجارية “غير العادلة” من بعض الدول.
– توفير فرص عمل جديدة في قطاع التصنيع.
ردود فعل الدول على الرسوم الجمركية
1. الصين (التي تواجه صادراتها رسومًا تصل إلى 54%)
– قامت باتخاذ بعض الإجراءات الانتقامية من خلال فرض رسوم بنسبة 34% على الواردات الأمريكية.
– فرضت مجموعة من القيود على تصدير بعض المواد النادرة.
– قدمت شكوى رسمية ضد الولايات المتحدة الأمريكية في منظمة التجارة العالمية بسبب تلك الرسوم.
– انتقدت إلغاء ثغرة “دي مينيماس”، وهي معاملة كانت تسمح بإعفاء السلع منخفضة القيمة من الرسوم الجمركية.
2. دول الاتحاد الأوروبي
– أدانت دول الاتحاد الأوروبي الرسوم الجمركية الأمريكية ووصفته بـ”الضربة الخطيرة للتجارة العالمية”.
– وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، هذه الرسوم بأنها “مدمرة اقتصاديًا”، وأن “العواقب ستكون وخيمة على ملايين الأشخاص”، وتعهدت بالرد في حالة فشل المفاوضات مع واشنطن.
– تدرس دول الاتحاد الأوروبي اتخاذ إجراءات مضادة، مثل فرض رسوم على المنتجات الأمريكية.
3. كندا والمكسيك
– توقعت كندا حدوث خسائر كبيرة على الاقتصاد الأمريكي، وزيادة في الأسعار، وخسائر في قطاع الوظائف نتيجة للرسوم المفروضة.
– أعلنت كندا أيضًا عن فرض رسوم على المنتجات الأمريكية بقيمة 30 مليار دولار.
– انقسم مجلس الشيوخ الأمريكي بين بعض الجمهوريين الرافضين للقرار، ولكن فشلت جهود إلغاء الرسوم في مجلس النواب.
4. دول جنوب شرق آسيا
– تأثر الوضع الاقتصادي لدول جنوب شرق آسيا بشكل حاد، وخاصة فيتنام التي كانت تستفيد من التوترات التجارية السابقة بين الولايات المتحدة والصين.
– عبرت كل من اليابان، كوريا الجنوبية، وتايوان عن استيائها، واعتبرت أن هذه الرسوم تعد خيانة للعلاقات التاريخية مع الولايات المتحدة.
إقرأ المزيد: كيف تستثمر في صناديق الاستثمار المتداولة (ETF)
التأثيرات المحتملة على الاقتصاد العالمي
ارتفاع معدلات التضخم: يتوقع الاقتصاديون أن تتسبب هذه الرسوم في زيادة أسعار السلع، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم العالمي، ورفع تكاليف المعيشة وزيادة معدلات الركود.
– تصاعد الحرب التجارية: تسببت الرسوم الجمركية في إثارة موجة من التوترات العالمية، حيث لوحظ بداية تفكك النظام التجاري الحر الذي ساد العالم لعقود، وسط اتهامات متبادلة بين الدول الكبرى.
– اضطراب الأسواق العالمية: تراجعت البورصات العالمية بشكل حاد، خاصة في آسيا وأوروبا، كما زادت جاذبية الملاذات الآمنة مثل الذهب والسندات الأمريكية.
– تباطؤ النمو الاقتصادي:حسب رأي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، فإن هذه الرسوم ستؤدي إلى الحد من الاستثمارات وزيادة التوترات التجارية، مما ينتج عنه تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.
– إعادة تشكيل سلاسل التوريد بعض الشركات ستحاول تقليل الاعتماد على الأسواق المتأثرة بالرسوم الجمركية، وتغيير مصادرها.
مدى تأثير الرسوم الجمركية على الولايات المتحدة
بالرغم من أن هذه الرسوم تهدف في الأساس إلى دعم الصناعات المحلية، إلا أن النتائج الأولية أظهرت ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار العديد من السلع في الأسواق الأمريكية، وخاصة أسعار المواد الغذائية، الإلكترونيات، والسيارات المستوردة.
وأدى ذلك إلى إثارة القلق بين المستهلكين الأمريكيين، وبشكل خاص محدودي الدخل، الذين شعروا بتأثير تلك التعريفات على حياتهم اليومية.
رد فعل الأسواق العالمية
شهدت أسواق المال العالمية ردود فعل مباشرة بعد الإعلان عن هذه الرسوم، حيث حدثت تقلبات شديدة في كبرى البورصات العالمية في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة. كما انتشرت حالة من القلق بشأن حدوث تصعيد تجاري قد يزيد من احتمالية التباطؤ أو الركود في الاقتصاد العالمي.
قلق الشركات متعددة الجنسيات
بدأت العديد من الشركات العالمية، خاصة المتخصصة في التكنولوجيا والملابس والتي تعتمد على التصنيع في آسيا والتصدير إلى أمريكا، في البحث عن بدائل لخطوط الإنتاج الحالية.
– اتجهت بعض الشركات إلى الدول التي لم تتأثر بالرسوم (مثل المكسيك وأمريكا اللاتينية).
– قررت بعض الشركات الأخرى نقل جزء من مصانعها إلى داخل الولايات المتحدة، رغم ارتفاع التكاليف.
تأثير الرسوم على سلاسل التوريد العالمية
لم يقتصر تأثير الرسوم الجمركية على حركة السلع، بل تسبب أيضًا في ارتباك سلاسل الإمداد، حيث أصبحت أكثر تعقيدًا وعولمة في السنوات الأخيرة. اضطرت العديد من المصانع، التي كانت تعتمد على مواد خام من عدة دول، إلى إعادة هيكلة عملياتها أو دفع تكاليف إضافية، مما أثر سلبًا على قدرتها على المنافسة.
الموقف داخل الولايات المتحدة
انقسمت الآراء داخل الولايات المتحدة الأمريكية، حيث دعمت بعض المناطق الصناعية هذه الخطوة واعتبرتها دفاعًا عن “أمريكا أولًا”، بينما انتقدها خبراء الاقتصاد والسياسيون الديمقراطيون، محذرين من أنها ستتسبب في ركود اقتصادي وتدهور في العلاقات الدولية.
كما أعرب بعض الجمهوريين والمسؤولين الاقتصاديين عن قلقهم من التأثير السلبي لهذه الرسوم على المستهلكين والشركات.
هل تتجه أمريكا نحو “انعزالية اقتصادية”؟
يرى العديد من المحللين الاقتصاديين أن استمرار فرض الرسوم الجمركية وزيادة الضغط التجاري لتحقيق أهداف سياسية، قد يؤدي إلى سياسات تجارية أمريكية أكثر انعزالية، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الاقتصاد العالمي والدور القيادي للولايات المتحدة في التجارة الحرة التي كانت تروج لها لسنوات طويلة.
تمتع بتجربة تعلمية مميزة من خلال الأكاديمية الأقوى للفوركس و الأسواق العالمية MENA
