انخفضت الليرة التركية اليوم بقوة مقابل الدولار الأمريكي بعد تصريحات من محافظ البنك المركزي التركي، شهاب كافجي أوغلو، تفيد بأن هناك تحسن في أوضاع التضخم، بما يلمح باقتراب البنك المركزي من خفض معدل الفائدة، رغم التضخم الخارج عن السيطرة.
جاءت تصريحات شهاب أوغلو أثناء الاجتماع الاقتصادي لغرفة التجارة والصناعة الألمانية التركية، وتحدث أوغلو عن التضخم، وتوقعه بأن تقل التوقعات بارتفاعه في نهاية العام. وجاءت لغة أوغلو واثقة في الاقتصاد التركي ومدللة على تعافيه، مما أثار حالة خوف في الأسواق.
انخفاض سعر الليرة التركية
في السياق هبط سعر الليلة التركية بنسبة 1,5 بالمئة في مقابل الدولار الأميركي وكان يتم التداول بها عند حدود 8,45 بعد ظهر الأربعاء، وواصل التضخم تسارعه حيث بلغ الشهر الماضي 19,25 بالمئة بالوتيرة السنوية، وهي أعلى نسبة له خلال سنتين متجاوزا سعر الفائدة المرجعي للبنك والبالغ 19 بالمئة.
وحمل خطاب أوغلو، أنه عند مقارنة الاقتصاد التركي بغيره من الاقتصادات الناشئة نرى بأن هناك مجال لتحسن التضخم، والاحتياطي، وعلاوة المخاطرة في تركيا، بالإضافة إلى ذلك تراجع التضخم خلال العام المقبل.
وأشار أوغلو إلى أنه مع زيادة أسعار السلع، وزيادة قيود الإمداد، تمتد الزيادات لمؤشرات أسعار المنتج، ومنها لمؤشر أسعار المستهلك. تكاليف الشحن، والتوصيل تزيد من المؤشرات أيضًا. وارتفعت في جميع الدول.
أما عن تطبيع الأوضاع الاقتصادية تحدث أوغلو، ترى البنوك المركزية بأن زيادة الأسعار بسبب ارتفاع أسعار الطاقة، وبسبب قيود الوباء، ستكون زيادات مؤقتة. وبعد انتهاء الأوضاع المؤقتة، سيتراجع التضخم في البلاد، علاوة على ذلك تحسن احتياطي البلاد من العملة الأجنبية وفق ما هو متوقع. مع زيادة أكثر من 30 مليار دولار، وصولًا لـ 115 مليار دولار في مايو 2021.
وأكد أوغلو، بأن البنك المركزي يراقب التطورات، خاصة وأن تركيا تشهد زيادة في معدلات التطعيم، ونتوقع ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي للنمو بـ 21.7%، ويرى بأن الأوضاع الحالية تدعم النمو مع زيادة معدلات السياحة، والصادرات، وارتفاع واردات الذهب.
ترقب بيانات التضخم الامريكية
من ناحية أخرى، تعاني الليرة التركية من ارتفاع قوي في مؤشر الدولار الأمريكي، ترقبًا لبيانات التضخم الأمريكية يوم الجمعة المقبلة. ويأتي ارتفاع الدولار الأمريكي القوي خلافًا لاتجاهات البيانات الأمريكية.
ويذكر أن المركزي الأوروبي ذكر في وقت سابق من اليوم ان تشديد السياسة النقدية قد يحدث في وقت قريب، ويأتي ذلك وسط حالة ميّل عالمي للتشديد، فأيضًا أعلنت روسيا في وقت سابق عن نيتها في التشديد من سياستها النقدية وكذلك تكلم عضو الفيدرالي الأمريكي، بولارد، أمس للفايناشيال تايمز، إنه على الفيدرالي الأمريكي البدء في التشديد في محاولة للسيطرة على التضخم الحالي. وفي حال قامت تركيا بالتخفيض، فسيكون سلوكها المالي ضد التيار الاقتصادي العام في العالم كله.
ويعد رفع سعر الفائدة إحدى الأدوات الرئيسية للسياسة النقدية لمكافحة التضخم، لكن إردوغان يعارض ذلك بشدة ويرى أنه يعرقل النمو، وخلافا للنظريات الاقتصادية الكلاسيكية، يرى اردوغان أن رفع أسعار الفائدة يغذي ارتفاع الأسعار.
وأبقى قاوجي أوغلو على معدل الفائدة الرئيسي من دون تغيير لخمسة أشهر وتعهد في وقت سابق التركيز على محاربة التضخم.