قد يكون توازن المخاطر المحيطة بنمو الاقتصاد الأمريكي في حالة تغير، إلا أن البيانات الحكومية لا تزال تشير إلى قوة الاقتصاد، مما يزيد من احتمالية أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بتثبيت أسعار الفائدة يوم الأربعاء، وخلال المؤتمر الأخير للسياسة النقدية في شيكاغو صرح رئيس البنك المركزي جيروم باول بأن “رغم ارتفاع مستويات عدم اليقين فإن الاقتصاد الأمريكي لا يزال في وضع جيد”.

تراجع توقعات نمو الاقتصاد الأمريكي وسط تأثيرات الرسوم الجمركية
قمنا بتخفيض التوقعات الخاصة بنا لنمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي لعام 2025، وذلك في ضوء المؤشرات التي تشير إلى أن النمو المستمر الذي استمر لمدة أحد عشر ربعًا قد يتوقف في الربع الأول. على الرغم من أن الاقتصاد الأمريكي أقل تأثرًا بمخاطر التجارة الدولية مقارنةً بالعديد من شركائه التجاريين المقربين، مثل كندا، إلا أن بعض القطاعات، وخصوصًا قطاع التصنيع، ستعاني من تأثيرات سلبية نتيجة لزيادة الرسوم الجمركية.
أسواق العمل القوية والتضخم المرتفع يحدان من توقعات خفض الفائدة الأمريكية
تبدو أسواق العمل قوية ومن المحتمل أن تؤدي تخفيضات إدارة ترامب في أسعار الفائدة (DOGE) إلى ارتفاع معدل البطالة في الأشهر القادمة، لكننا نتوقع أن يظل هذا المعدل عند مستويات تاريخية منخفضة، وقد أظهر تباطؤ النمو الشهري في مؤشر أسعار المستهلك (CPI) في فبراير أن الزيادة في الأسعار خلال يناير كانت نتيجة لمشكلات فنية موسمية أكثر من كونها تغييرًا في الاتجاه وعليه لا يزال التضخم أعلى من الهدف المحدد من قبل الاحتياطي الفيدرالي والذي يبلغ 2%.
افترضنا الأساسي هو أن تفوق الاقتصاد الأمريكي في الأداء وتجاوز التضخم للهدف يحولان دون خفض الاحتياطي الفيدرالي لنطاق سعر الفائدة المستهدف هذا العام وعليه فقد تغير ميزان المخاطر المحيطة بهذا القرار، حيث بدأت توقعات السوق بشأن تخفيضات إضافية تظهر بشكل ملحوظ في عوائد السندات قصيرة الأجل.
اقرأ المزيد: تقييم المستثمرين للسيطرة الجمهورية.. شكل الاقتصاد الأمريكي في حال فوز الحزب الجمهوري
ترقب بيانات التضخم والتجارة في كندا وسط تغييرات ضريبية
في كندا سيتوجه الانتباه نحو بيانات مؤشر أسعار المستهلك لشهر فبراير إلى جانب أخبار التجارة الدولية ونتوقع أن يشهد نمو الأسعار ارتفاع سنوي ليصل إلى 2.5% مع انتهاء الإعفاء الضريبي على السلع والخدمات، الذي ساهم في انخفاض الأسعار بشكل تلقائي خلال شهري ديسمبر ويناير وذلك في منتصف فبراير وسيؤدي هذا إلى إنهاء سلسلة من ست قراءات متتالية كانت عند أو أقل من هدف التضخم الذي حدده بنك كندا، والذي يبلغ 2%.
اقرأ أيضا: ارتفاع طلبات إعانة البطالة وزيادة مبيعات التجزئة يعكسان تقلبات الاقتصاد الأمريكي
النمو الكندي يتسارع لكن مخاطر التجارة تهدد الاستقرار الاقتصادي
تشير الأدلة المتزايدة إلى أن النمو الكندي شهد تسارعا أسرع مما كان متوقعًا في أواخر العام الماضي وحتى أوائل عام 2025 مما ساهم في تحديد حد أدنى للتضخم، فقد ارتفعت مقاييس التضخم الأساسية “المتوسطة” و”المخفضة” التي يفضلها بنك كندا (والتي تستثني تأثير التغييرات في الضرائب غير المباشرة) بنسبة 2.7% على أساس سنوي في يناير.
ونتوقع أن تستمر في الارتفاع تدريجيًا في فبراير وعلى الرغم من ذلك فإن المخاوف من تفاقم مخاطر التجارة الدولية وتأثيرها السلبي على الاقتصاد تطغى على البيانات الإيجابية للنمو ولا زلنا نتوقع أن يقوم بنك كندا بتخفيض أسعار الفائدة إلى 2.25% هذا الصيف.
تمتع بتجربة تعلمية مميزة من خلال الأكاديمية الأقوى للفوركس و الأسواق العالمية MENA