تظهر الحاجة لإيجاد استراتيجية تداول ما بعد المستويات السعرية القياسية خاصة في الأوقات التي يتجاوز فيها السعر المستويات التاريخية هبوطاً أو صعوداً، فمن المتعارف بأن الحركة السعرية الحالية والمستقبلية ما هي إلا انعكاس تاريخي للحركة السعرية السابقة تاريخياً، فمبدأ عمل التحليل الفني يعتمد على تحليل الحالة المزاجية للسوق التي يفترض أن تتشكل حالة مزاجية ونفسية مشابهة للحالة المزاجية عند نفس المستوى السعري سابقاً، حتى وإن كان الفارق الزمني يمتد لبضع سنوات أو عقود، وعليه يتم افتراض مستويات الدعم/المقاومة التي يتم الاعتماد عليها في تشكيل قرارات المتاجرة، فمثلاً عند استخدام التحليل الكلاسيكي للرسومات البيانية نقوم بالبحث أولاً عن القمم والقيعان وبناءً عليها اختيار المستويات التكيتيكية، بمعنى آخر يتم التداول على الأداء السابق للحركة السعرية.
استراتيجية تداول ما بعد المستويات السعرية القياسية
ظهرت فكرة عمل الاستراتيجية بناء على مبدأ إمكانية التداول بناء على الأداء السابق للحركة السعرية، ولكن ماذا لو وصلت الحركة السعرية إلى مستوى دعم/مقاومة قياسي وتم تجاوزه بفعل عوامل مؤثرة قوية وصولاً إلى مستويات سعرية مجهولة لم تصل إليها الحركة السعرية سابقاً، وذلك مثلما حدث خلال نوفمبر 2021 على زوج الدولار الامريكي مقابل الليرة التركية USDTRY حيث فقدت الليرة التركية ما يقارب 40% من قيمتها ووصلت لمستويات تاريخية لا تصل إليها سابقاً، في هذه الحالة قد ينجح التداول اللحظي في هذه المناطق السعرية, مما يطرح تساؤل مهم: كيف نقوم بتحديد مستويات الدعم/المقاومة الجديدة خاصة وأن الحركة السعرية لم تصل لهذه المستويات من قبل؟
الإطار الزمني
تعطي نتائج أكثر دقة في استقراء الحركة السعرية عند استخدامها على أطر زمنية عالية.
الأدوات المالية
يمكن استخدامها على جميع الأدوات المالية المتاحة.
المؤشرات الفنية
لا تستخدم أي مؤشرات فنية بل تعتمد بشكل كامل على تقنيات التحليل الفني التي تركز على إيجاد مستويات الدعم/المقاومة.
خطوات عمل استراتيجية تداول ما بعد المستويات السعرية القياسية
قياس سرعة الحركة السعرية
أولاً يجب مراقبة الحركة السعرية للأداة المالية، من خلال مراقبتها يمكن توقع وتيرة تسارع أو تباطؤ الحركة السعرية التي ستستمر بتشكيلها، وتجدر الإشارة إلى عدم امكانية التنبؤ بشكل دقيق بمستوى التسارع أو التباطؤ للحركة السعرية، ولكن يؤخذ بأن الحركة السعرية تميل للاستمرار بنفس الوتيرة على أن تقوم بتشكيل وتيرة جديدة، فبذلك هي الاحتمال الأقرب للتحقق، من خلال هذه الخطوة يمكن التصور برسم بياني توقعي يمعدل متوسط مرسوم على شاشة الرسم البياني مما قد يساعد على تحديد مستويات دعم/مقاومة جديدة.
عزل المتغيرات
الخطوة الثانية تعتمد على التأكد من عدم وجود أي تغير متوقع في المؤثرات التي دفعت الحركة السعرية لتشكيل النمط السعري الجديد، فمثلاً في حال اتخاذ قرار سياسي يؤثر على الخارطة الجيوسياسية مما يدفع الأسواق لتشكيل أنماط سعرية قياسية جديدة فيجب الأخذ بعين الاعتبار بأن زوال المؤثر قد يدفع الأسواق للعودة إلى مسارها الطبيعي على ان تستمر في المسار السعري الجديد، كذلك يؤخذ بعين الاعتبار في حال استمرار المؤثر على أن هذه الاستراتيجية تعمل على المدى المتوسط والطويل، وقد تشكل الحركات السعرية اليومية اتجاهات فرعية قصيرة المدى مندفعة بمشاعر مؤقتة في الأسواق نتيجة قيام الجهات ذات القرار بتدارك الموقف، أما المستوى الجديد والذي يمكن وصفه بأنه اتجاه طويل المدى يتجاهل هذه المشاعر المؤقتة معتبرها ضوضاء لا داعي للاستماع لها، ولكن يجب الحذر هنا من تصحيحات وتراجعات أو حالات ثبات قد تستمر لبعض الوقت.
تنفيذ الاستراتيجية عملياً
من خلال متابعة الرسم البياني لزوج الدولار الامريكي مقابل الليرة التركية USDTRY نلاحظ وجود اتجاه صاعد يتشكل بعد مستوى المقاومة القياسي الذي تم اختراقه, ومن ثم تدخل الحركة السعرية في حالة تجميع شرائي بعد استيعاب السوق للخبر الاقتصادي القوي الذي دفع الحركة السعرية لاختراق مستوى المقاومة القياسي.
الافتراض هنا تشكيل الحركة السعرية لنمط سعري مشابه عند اختراق مستوى مقاومة جديد، ففي ظل نفس الشروط الاساسية وتأثراً بخبر اقتصادي كبير وبعد الدخول في حالة عامة من التجميع الشرائي قامت الحركة السعرية لتشكيل نمط يتشابه إلى حد كبير جداً من النمط السابق مما دفع الحركة السعرية للارتفاع ما يقارب 15000 نقطة خلال 6 اسابيع يمكن استثمارها لدخول صفقة طويل المدى بحجم صغير وهو هدف عمل الاستراتيجية بشكل أساسي.
